رغم الحروب التي مرت فيها فلسطين علي مر العصور عامة وخاصة منذ العام 1948 ولحتى يومنا هذا من العام 2014 مر الشعب الفلسطيني ب66 عام من التهجير والإستيطان والتدمير والتشريد فلن ينسي الأجداد تلك المآسي التى مروا بها، فأورثوها للأجيال عبر لقاء تواصلي بين الأجيال والأجداد في ديوان عشيرة أبو ستة بمدينة خان يونس، جاء فكرة هذا اللقاء بعد زيارة رابطة عشيرة أبو ستة للجنة الشعبية للاجئين بخان يونس التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ولقائهم بالدكتور مازن أبو زيد، والإتفاق علي عقد لقاء تواصل بين الأجيال والأجداد لإيصال الرسالة الصحيحة للمجتمع الإسرائيلي الذي عوَّل وردد كثيراً علي مقولة " الكبار يموتون والصغار ينسون " وها هي الرسالة تصل بعد مرور 66 عام للرد علي رئيس وزراء إسرائيل آنذاك دافيد بن غوريون، بلقاء تواصل الأجيال مع الأجداد للتأكد علي أن الجيل الفلسطيني الواعد لم ولن ينسي بلداته وقراه التي هجروا منها قسراً .
فقد نفذت اللجنة العليا لإحياء فعاليات ذكري النكبة 66، بالتعاون مع عشيرة عائلة أبو ستة هذا اللقاء لتعيد للأذهان ما حل بشعبنا الفلسطيني في العام 1948، وقد حضر هذا اللقاء رئيس اللجنة الشعبية للاجئين الدكتور مازن أبو زيد، ورئيس بلدية خان يونس المهندس يحي الأسطل، والأستاذ عدنان العصار سكرتير هيئة العمل الوطني وعضو اللجنة الشعبية، والأستاذ علاء أبو حطب والأستاذ عماد الأغا من اللجنة العليا لإحياء فعاليات ذكري النكبة بخان يونس، والأستاذ محمود أبو مصطفي مسئول اللجنة الإعلامية باللجنة الشعبية، وعرفات الفقعاوى مسؤول لجنة الدراسات والتوثيق باللجنة الشعبية ، ومخاتير قبيلة الترابين، والقبائل الأخري من جنوب فلسطين، وعدد من الوجهاء والمخاتير وقادة الفصائل بقطاع غزة، وإفتتح عريف اللقاء أ. صلاح أبو ستة بأيات عطرة من القرآن الكريم، والسلام الوطني الفلسطيني، وقراءة الفاتحة علي أرواح الشهداء .
وقال عماد أبو ستة في كلمة رابطة عشيرة أبو ستة، أنه لم يفقدوا هويتهم بعد واليوم نلتقي لنقول لإسرائيل " عن مات الكبار فلن ينس الصغار" فحبنا للأرض والشوق لها متوارث ومتجذر فينا، فصرخات النكبة ما زالت في القلب نتذوق مرارتها يوماً بعد يوم بعد تشتيت شملنا، بعد مرور 66عام الحنين يزداد للأرض التي جبلت بدماء أجدادنا فحب الوطن والأرض أصبح من مكونات أجسادنا . وأشار أبو ستة في كلمته أنه في يوم قالوا لنا أجدادنا " ما زلنا نقبض بإيدينا علي مفاتيح بيوتنا، وغداً سنرجع إلي أراضينا وبيوتنا التي هجرنا منها في بئر السبع، فمات أجدادنا وآبائنا ولكن ذاكرتنا وحلمنا بالعودة لم يمت فينا بعد وسيظل هذا الحلم كابوساً يلاحق المحتلين، وتتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل حتى العودة مهما طالت فحتماً لعائدون .
ونوه محمد أبو الريش في كلمته باسم اللجنة العليا لإحياء فعاليات ذكري النكبة 66، بأنه لن يكون هناك سلام يوماً بدون أن يعود أخر فلسطيني هجر من بلدته وقريته وأرضه إلي بلدته الأصلية، فلن ننسي أراضينا وقرانا وحتماً إليها لعائدون، فكيف فكر المدعو بن غوريون بأننا يمكن أن ننسي أصلنا، فها نحن اليوم نجدد لقائتنا بالأجداد لنؤكد علي أننا سوف نعود لبلداتنا التي هجرنا منها، فأمل العودة لم ولن نفقده يوماً وكلما مضا علينا يوماً فإننا علي يقين بأن غداً هو موعد عودتنا وانا علي يقين بأن العودة قادمة لا محالة .
وتخلل اللقاء قصيدة بدوية ألقاها الشاعر الفلسطيني عودة أبو خماش بإسم " ما نسينا يا وطن " والتي حث فيها الأحفاد علي مواصلة نهج الأجداد في المحافظة علي حق العودة، وتناولت في طياتها هذه القصيدة، مفاتن الأراض في بئر السبع ووصف لطبيعتها، وعتاب المحبة للعودة لها، ومحادثة الأجيال لتوعيتهم وتذكيرهم بالأجداد، فيما ألقي الطفل محمود أبو ستة أنشودة وطنية عن حب الوطن والعودة، وتلتها أغنية وطنية للطفل طارق أبو ستة .
وبعد ذلك اللقاء وقبل انتهائه إلتقي عدد من الأحفاد بأجدادهم لكي يعرف هذا الجيل ما عاناه أجدادهم أثناء تهجيرهم من القرى والبلدات الفلسطينية، حيث دار خلال اللقاء حوار مفتوح وقصص رواها الأجداد الذين عاصرو النكبة الفلسطينية وكانوا شهوداً عليها، للصغار لرسم الطريق لهم للتمسك بحق العودة وعدم التفريط به، حيث رد الأجداد علي أسئلة الأحفاد لهم .
وفي ختام اللقاء قامت رابطة عشيرة أبو ستة ممثلة بالأستاذ كامل أبو ستة بتسليم الدكتور مازن أبو زيد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين خان يونس هدية قيمة وهي عبارة عن كتاب " الحقوق لا تزول " للكاتب والمؤرخ الفلسطيني الدكتور سلمان أبو ستة وشكروه علي مايبذله من جهود كبيرة لخدمة اللاجئين الفلسطينين، وإنجاح هذا اللقاء .
الإثنين سبتمبر 01, 2014 3:54 pm
